Monday, September 12, 2011

أردوغان يكشف عن الأسباب الحقيقية للأزمة مع (إسرائيل)

أردوغان يكشف عن الأسباب الحقيقية للأزمة مع (إسرائيل)




14/10/32 12:00:00 ص



نشرت صحيفة الإنتباهه السودانية حوار قالت إنه الجزء الأول من حوار كامل أجراه الكاتب المصري فهمي هويدي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تركيا قبل عدة أيام، وجاء فيه، بأن الكاتب هويدي سأل أردوغان عن موقف بلاده الذي فاجئ الجميع وخلط الأوراق في المنطقة من (إسرائيل)، حتى أصبحت بعض الأطراف الإسرائيلية تتحدث عن عودة شبح الحرب إلى المنطقة.

فقال أردوغان: بالنسبة لنا فلم نفاجأ بشيء، لأننا منذ قامت إسرائيل بالهجوم على سفينة الإغاثة المتجهة إلى غزة (31/5/2010) أعلنا موقفنا بوضوح وحددنا طلباتنا التي تمثلت أولاً في الاعتذار للشعب التركي وحكومته، وثانياً تعويض أسر ضحايا الحادث، وثالثاً إنهاء حصار غزة غير الإنساني وغير القانوني، لكن البعض لم يأخذ كلامنا على محمل الجد، رغم أننا كنا نعني ما نقول، ولم يتغير شيء في موقفنا الذي أعلناه منذ نحو أكثر من عام، لكن لدينا مشكلتان تفسران مسألة «المفاجأة» التي تتحدث عنها. الأولى، أن (إسرائيل) اعتادت على ألا تحاسب على تصرفاتها وأن تعتبر نفسها فوق القانون ومعفية من أي حساب على ما ترتكبه من أخطاء أو جرائم. والثانية أنها تحولت بمضي الوقت إلى طفل مدلل أفسده المحيطون به، فلم تكتف بممارسة إرهاب الدولة بحق الفلسطينيين، وإنما أصبحت تتصرف برعونة تفتقد إلى المسؤولية، وتستغرب أن يحاول أي أحد أن يدعوه إلى احترام غيره واحترام القوانين السارية.
 وتابع أردوغان في إجابته على أسئلة الكاتب (إسرائيل) بعقليتها التي أشرت إليها لا تريد أن تعترف لا بأخطائها ولا بأن العالم من حولها تغيّر. لا تريد أن تفهم أن في تركيا نظاماً ديمقراطياً حريصاً على أن يعبِّر عن ضمير الشعب وأشد حرصاً على أن يدافع عن كرامته.
 وذكر بأن (إسرائيل) لم تستوعب التغيرات في المنطقة، وترفض الإنصات لبعض الأصوات العاقلة في الغرب التي طلبت منها الاعتذار لتركيا.
 وتابع رئيس الوزراء التركي قوله بأن (إسرائيل) تسارع إلى اتهام كل من ينتقد سياستها بأنه معاد للسامية، فإنها تحدثت عن عودة شبح الحرب على ألسنة بعض المتطرفين فيها. ورغم أن تركيا في ردها على الاستعلاء الإسرائيلي لم تتحدث إلا عن الالتزام بالقانون الدولي واللجوء إلى العدالة الدولية ، إلا أنها آثرت تجاهل كل ذلك والاستسلام لسلوك الطفل المدلل، الذي يؤثر الصياح وإثارة الضجيج على الاعتراف بمسؤوليته عن الأخطاء التي ارتكبها.
 وحول تقرير بلمر الصادر عن الأمم المتحدة والذي برأ ساحة (إسرائيل) في أحداث السفينة، قال أردوغان: هذا التقرير لا قيمة له، وهو عار على واضعيه وعلى الجهة التي أصدرته، يكفي أنه أضفى شرعية على الحصار وقبل بشرعنة الاحتلال، ثم أنه اتسم بالتناقض ليس فقط في المعلومات التي أوردها، وسنلجأ إلى العدالة الدولية للدفاع عن حقوقنا كحكومة وشعب ولدينا من الوثائق والتقارير التي تدين الجريمة الإسرائيلية بصورة قطعية.
 وحين سأل رئيس الوزراء التركي عن تفاصيل هذه النقطة قال إن هناك جوانب في المسألة لا تقبل الشك هي: أن السفينة كانت موجودة في المياه الدولية على بعد 78 ميلاً من شواطئ غزة و كانت مسالمة تماماً ولم يثبت لأي جهة أنها كانت تحمل سلاحاً من أي نوع، وأن كل حمولتها كانت محصورة في المواد الإغاثية ـ وأن الجنود الإسرائيليين اقتحموا السفينة من البحر والجو وبادروا إلى إطلاق النار على ركابها المسالمين ـ الذين كانوا منتمين إلى 33 دولة ـ وأن القتل من جانبهم كان متعمدًا حتى أن لدينا تقريرًا للأطباء الشرعيين سجل أنهم تعمدوا قتل الأتراك التسعة الذين كان من بينهم شاب عمره 19 سنة يحمل الجنسية الأمريكية. وأثبت الطب الشرعي أن هذا الشاب فرقان دوغان قتل برصاصة وجهت إلى جبهته أطلقت عليه من مسافة 30 سنتيمترًا ــ الثابت أيضاً أن الأتراك التسعة تلقوا 35 رصاصة، وأن نصيب الشاب فرقان وحده خمس رصاصات قال أردوغان إنه روى القصة للرئيس الأمريكي حين التقاه، وأخبره أن واشنطن تخلت عن أحد مواطنيها، وأن أوباما استمع للقصة ولم يعلق عليها ـ وقد وصفه روجر كوهين المعلق البارز في صحيفة نيويورك تايمز بأنه الأمريكي المنسي.
وقال أردوغان:الحكومة تعرف أن دفاعها عن كرامة الشعب التركي أهم بكثير من العلاقات التي تربطها بإسرائيل، فإنها طالبت (إسرائيل) بالأمور الثلاثة التي سبق ذكرها وهي الاعتذار والتعويض وإنهاء الحصار. وكانت تلك هي الخطوة«أ» التي لجأت إليها في ترتيب التعامل مع القضية.وصبرت تركيا طول الوقت، واستجابت للرغبة في تأجيل صدور التقرير لإتاحة الفرصة لتسوية الموقف ودياً مع (إسرائيل) ولكن حكومة تل أبيب واصلت الإعلان عن رفضها تقديم الاعتذار، ثم طلبت تأجيل إصدار التقرير لستة أشهر ، وحينما خرج التقرير كان لتركيا أن ترد فأعلنت عن إجراءاتها الخمسة التي تضمنتها الخطة «ب» المعدة سلفاً ضمن إستراتيجية التعامل مع الملف، وفي مقدمتها خفض التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السكرتير الثاني، بما يعني طرد السفير ونائبته ومن دونهما حتى تلك الدرجة وتجميد الاتفاقات العسكرية مع إسرائيل وتحريك البوارج العسكرية لحماية البواخر التركية في المياه الإقليمية شرق البحر المتوسط. وتبني القضايا التي ترفعها أسر الشهداء ضد (إسرائيل) أمام العدالة الدولية.
 ويضيف فهمي هويدي بأنه حينما سأل أردوغان عن صحة المعلومات التي سربت بأن الملحق العسكري الإسرائيلي رفض مغادرة أنقرة.
 فأجابه قائلا: هذا صحيح، ولكننا سنرغمه على ذلك بالوسائل الدبلوماسية، لأن تخفيض مستوى التمثيل يشمل الملحقية العسكرية أيضاً، بحيث تخفض من رتبة عميد إلى عقيد.
 وحول قرار أنقرة بتحريك بوارجها في البحر المتوسط علق أردوغان قائلا: لقد هاجمت (إسرائيل) السفينة مرمرة في المياه الدولية في استهتار شديد بالأعراف والقوانين المتعارف عليها، بهذا الهجوم فإن (إسرائيل) تعاملت مع البحر المتوسط وكأنه بحيرة إسرائيلية حكر عليها. وكان لابد لنا وللمجتمع الدولي أيضاً أن يردها إلى صوابها. وكل ما قلناه أن بوارجنا الحربية ستحمي السفن التركية من الاعتداء أثناء مرورها بالمياه الدولية، وهذا حقنا المشروع ليس لأحد أن يعترض عليه، لكن ذلك أغضب (إسرائيل) التي أرادت أن تدافع في استيلائها على المياه الدولية في شرق المتوسط.
 وفي حال حاولت البحرية الإسرائيلية استفزاز البحرية التركية فإن البحرية التركية مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات وأسوئها بحسب تعبير أردوغان.
 وفيما خص تجميد الاتفاقات ـ أضاف أردوغان ـ فإن الموقف التركي حدد الاتفاقات العسكرية ولم يشر إلى العلاقات التجارية على محدوديتها (حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين في حدود مليارين ونصف المليار دولار)، ومن جانبنا فإن العلاقات الاقتصادية يفترض أن تستمر كما هي حتى إذا ألقت عليها التطورات الحاملة بين البلدين ببعض الإسقاطات السلبية.
 استدرك أردوغان قائلاً: رغم أننا لم نتخذ أي إجراء يمس العلاقات الاقتصادية مع (إسرائيل)، فإنها لم تتصرف معنا بشرف ولم تلتزم بأخلاقيات التعامل التجاري.
 وتابع: إن تركيا كانت قد اشترت من (إسرائيل) 6 طائرات بدون طيار، ودفعت ثمنها كاملاً أثناء العمل بالاتفاقات العسكرية الموقعة بين البلدين. هذه الطائرات احتاجت إلى صيانة خلال الأشهر الأخيرة فتم إرسالها إلى إسرائيل لإجرائها. وبعد أن تمت الصيانة المطلوبة فإنها رفضت إعادتها إلينا، واحتجزتها على أراضيها. وهو تصرف ما توقعنا أن تلجأ إليه نظرًا لتعارضه مع المبادئ الأخلاقية المتعارف عليها في التعامل التجاري.

No comments:

Post a Comment