Friday, January 21, 2011

ميافارقين وغزة… نظرة في المتوازيات التاريخية العجيبه

كم هي دروس التاريخ عجيبه غريبه…
ووجه الغرابة والعجب بالتاريخ ودروسه انه يعيد نفسه من وقت اخر…
من اكبر اوجه الشبه بوقتنا الحاضر حصار غزة من قبل بني يهود المدعومين من تتار العصر الامريكان واتباعهم من الحكومات العربيه العميله ….
فغزة الان محاصره منذ حوالي 3 اعوام من يهود واعوانهم
اذا عدنا الى صفحات تاريخنا الاسلامي وبالتحديد بعد انتهاء المغول من عملية احتلال بغداد وتدميرها وبداية تطلعهم الى بلاد الشام ومصر… مع بدئ تحركهم كان من اول ما واجههم قلعة ميافارقين في ديار بكر والتي كانت تحت حكم الملك الكامل "محمد بن الملك المظفر بن العادل الأيوبي"، الذي لم يهتز قلبه لجيوش المغول الجرارة، أو يتطرق الهلع إلى نفسه فيبادر بالتسليم كما فعل غيره، ولم ينخدع بأقوال المغول المعسولة التي تدعوه إلى الطاعة والانقياد، وإنما أصر على الجهاد والمقاومة، واستمر الحصار مدة عامين دون أن يفلح المغول بقيادة كاتوبغا بو هولاكو في اقتحام المدينة التي أظهر المدافعون عنها ضروبًا من الشجاعة والإقدام، و بقيت القلعة الصامده في ميافارقين شوكة في خاصرة المغول تعيق تقدمهم الى بلاد الشام ومصر…. وقد استنجد الملك الكامل بالملك الناصر يوسف الايوبي الذي تخاذل وتحالف مع هولاكو… واستخف بطلب النجده من قبل ميافارقين
غير أن طول مدة الحصار، ونفاد المؤن، وانتشار الوباء، وهلاك معظم سكان المدينة، اضغف الصمود البطولي للمدينه والذي انتهى بالشوكه التي قصمت ظهر البعير بمسانده جيوش حاكم الموصل المسلم للجيش المغولي المحاصر لميافارقين حيث ارسل تعزيزات بها ادوات حصار من مقاليع وكبوش مما عجل بسقوط المدينة الباسلة بعد أن استنفدت كل أسباب المقاومة مما دى الى موت الملك الكامل وحدوث مجزرة رهيبه بحق سكانها الابرياء
بتاريخنا المعاصر لا نجد اشد شبها من تلك الاحداث المروعه من حصار غزة… فالامريكان اتموا احتلال بغداد وما حولها … وكل الحكام المحيطين ان لم يكونوا اتباع فهم اذناب للاداره الامريكيه وحليفتها الرئيس بالمنطقه الكيان الصهيوني… ومع الاستتباب السطحي للامور بالمنطقه لصالح هؤلاء مغول العصر بقيت جيوب مقاومه كما هو الحال في كل العصور… فهناك مازالت مقومة من تحت الرماد تحرق جيوش الامريكان بالعراق ولا تدعهم يهنؤون… وبالطرف الاخر هناك قلعة غزة التي تابي الى الان الا ان تكون في خندق الجهاد والصمود في وجه تطويع المنطقه وانضوائها تحت لواء المشروع الصهيوامريكي… فبعد ان حكمت غزة من قبل حماس وهي تعادى من قبل القريب من العربان قبل الغريب العدو… وشدد الحصار عليها من قبل يهود من جهة ومن قبل حكومة مصر من الجهة الاخرى لتطويع حكامها المجاهدين للحاق بركب العملاء بالمنطقه… وكانت الحلقه الاخيره بالحرب التي شنت لاحتلال غزة بعد فشل الحصار… ولكنها ايضا فشلت ولم تحتل غزة…. وبقيت شوكة في خاصره الدولة العبريه… ويستمر الحصار تماما كما كان الحال مع ميافارقين… ولم تبق الا الخطوة الاخير وهي ان تساند قلعه عربيه اخرى بني يهود وتكون السبب في انهيار قلعة غزة الصامده
فهل يكمل التاريخ دورته ويكتمل الفصل الاخير ؟؟؟
ام ان هناك امر اخر في علم الله؟؟؟
ان غدا لناظره قريب….

No comments:

Post a Comment