كلمات قصيدة ملك الثوار للمبدع شاعر درعا معتصم الحريري
ملك الثوار ها أنت تُبحر مِن جديد في بحور العاطفةمن مرفأ الأحزان تُبحر في هدوءٍغارقاً في ليلك الصوفيِّتبكي للحياة الزائفةلا شيء غير البحر يفهم سِرَّ عشقككيف تنتفض الحياة على جروحككي تهبُّ العاصفةأبحر ولا تنظر وراءكلحظة الإبصار تلمع في فضاءكَ خاطفةكالبرق تُومضُهل رأيت البرق يُومض للقلوب الخائفةحلِّق بروحك في المحيط ولا تسل أين النَّوارس؟فالنوارس للشواطيء عازفةقد قَيَّد الميناء أرجلهافباتت نازفةلا تبتئس لست الوحيدَهناك نجم سوف يرشدك السبيلَإذا صدقت له المحبَّة بالعيون الذارفةوهناك وجه حبيبة ترنوا إليك من الغيومِفتوقظ الأحلام في أعماق قلبكتوقظ الطفل اللعوب ليرتمي في حجرهاويغيب في أغصانهامثل الطيور الراجفةاصعد بروحك كي تفجِّر تحتك الأنهارتغسل كلَّ أوحالِ اللياليبالسيول الجارفةعرِّف بنفسك:أنت إبن الأنبياء وكلُّ ثورات البلاد على يمينك واقفةإيهٍ أبا الثوار أتعبنا انتظاركأين أنت ودورة التاريخ تمَّتوالشُّموس غدت لأجلك كاسفةأقبل فإنَّا قد سأمنا … قد سأمنامن رعاةٍ سيَّرتنا كالخراف العالفةقد سأمنا من دنا التَّزوير هذيوالبطولات السخيفةوالشعوب الزاحفةأقبل فأنت هو الحقيقةوالحقيقة قاذفة* * *أو ما ترى الدُّنيا تإنُّ إليك شوقاًوهي تنتظر اللقاءأو ما ترى الأرض اليباس تموت من شحِّ السَّماءوالأرض مثل الشعب تبلىإن سقاها الغيم طلاًّلم يخالطه الفداءوالزَّرع لا ينمو بأرضٍلم يكن فيها قليلٌ من بقايا كبرياءوكذلك الشعب الأبيُّخليفة الله العليِّوطفل كلِّ الأنبياءتشتاقه الدنياكما تشتاق للحب النِّساءوتراه فارسها الوحيدرسولها للعالمينَوطفلها عند المساءوتضم قبلتها إليه لتستفزَّ حياتهويذوب عشقاً في اللقاءكأس الحياة براحه يختال فيها ضاحكاًوالأرض خمرتها الدِّماءعيناه للأحرار .. للثوّار .. للأشعار لكنْللطواغيت الحذاءويداه للمتشرّدين النائمين على الشوارعقوتهم برد الشتاءقطط المزابل والمنازل في بلادِ الأغنياءيا مالك الثوّار أقبِلْكي أريك عدالة الإنسان تعوي مثل كلبٍبين أضواء القصوروحاويات الأشقياءوأريك عبَّاد المقاهيثمَّ أفخاذ الملاهيوارتعاشات الحياءوأريك أشباه الرِّجالالخائرين كما البِغالالعازفين عن النِّضالالنَّاعمين الأبرياءوأريك ماذا قد أريكوأنت في عيني ضياءٌ لا يماثله ضياءْلكنَّه ألم قديمٌ ورَّثته ليَ الطيورُلكي أبادلها الغناءْغنيته يوما فحلِّقثم أجهش بالبكاءْفعلمت إنِّي عندما أبكي أغنِّي للحياة كما أشاءْ* * *يا مالك الثوَّار فاصرخ في أحاسيس الرِّجالأرِهِمْ رجولتهم وأَفرِغفي قلوبهم الجلالعلِّمهم الإيمان بالأحلامفالأحلام مفتاح الجمالكي يبصروا سرَّ الحياةِفيصرعوا موج البحارِويعتلوا شمَّ الجبالْويكسِّروا المرآة والمرآة فخٌيحجب الرُّوح المضيئةعن ميادين النِّضالْوتحجمُ الأصوات فيناتقتل الطفل الضحوك على أمانينا الطِّوالْعلِّمهم الإصغاء للإنسانفالإنسان أصبح من أحاديث البضائعِ والمتاجرِ والرسومِوكلَّ أبناء الرِّيالْعلِّمهم أنَّا صنعنا ما عبدنا من حماقة ما أردناقبل عهد الانفصالِوقبل عهد الاحتلالْوبأنَّ كل النائبات جريمة كنَّا يديهاحين ضيَّعنا الأمانةَوارتضينا بالضلالْعلِّمهم أنَّ الضياعَ ضريبةٌ للإنحلالْوبأنَّ مأساة العروبةِفي الخلاعةِ والمياعةِوانثناءات الغوانيوانحناءات الرِّجالْأخبرهم أنَّ الطريق لمن يقاوم لا تزالْمفتوحةً ذهبيَّة الأبوابِتسبح بين أمواج الحقيقةوامتدادات الخيالْعسليَّة العينين تعرف عاشقيهاثمَّ تدني منهم من ذاب وجداًدون كبرٍ أو دلالْعلِّمهم شيئاً جميلاً واحداًواغسل خطاياهم بدمعكثمَّ عانقهم بصمتواترك الدُّنيا وغرِّد فوقها لحن الكمالْفوقها لحن الكمالْ
No comments:
Post a Comment